أيّدني على خدمة أحبّائك

مجموعة مستنديّة لمؤتمر المشاورين لعام 2018

***

وَلنَا الرّجاء من عناية العليم الحكيم أن تُشفى الأبصارُ من رمدها ويزيدَ في نورها حتّى تَطَّلِعَ وتُبصرَ الغاية المقصودة من وجودها. لأنّ اليومَ كلّ ما يقلّل من العمى ويزيد في البصيرة هو اللّايق بالالتفات إذ نورُ البصيرة هو السّفير والهادي للعلم والمرشد للعرفان ووعي العقل عند أصحاب الحكمة إنّما هو من العين البصيرة.

(ألواح حضرة بهاءاللّه نُزِّلت بعد الكتاب الأقدس، من منشورات دار النّشر البهائيّة في بلجيكا، آذار/مارس 1980،  ص. 5-52)   [1]

***

كلُّ ما يبعِدُك عن اللّه الحقّ ويحول بينك وبين المحبوب فهو مذمومٌ ومبغوض، وكلُّ ما يقرِّبُك إلى المحبوب فهو مقبولٌ وممدوح. على الإنسانِ أن ينظرَ في الأمورِ بعينِ البصيرةِ، فيجتنبَ كلَّ ما يبعِدُه عن اللّه ويتنبَّهَ لكلِّ ما هو واسطة القربِ والنّور.

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)           [2]

على كلِّ نفسٍ أن ينظرَ إلى ما فيه رضى اللّه عزّ وجلّ وما هي الأحوال والأطوارُ والأقوالُ الّتي تقرِّبُه إلى حضرة الأحديّة، فيسعى جاهدًا بالقلبِ والرّوح لكي يعمل بها.

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)           [3]

عندما يوقَدُ سراجُ الإيمانِ في زجاج القلبِ والرّوح، يضيء شعاعُه السّاطعُ جميعَ أركان البدن. فعندما يشعّ هذا النّورُ اللّامعُ من نافذة اللّسانِ، تظهرُ قوّة النّطقُ والبيان. وحين يقعُ شعاعُه على البصرِ، تتجلّى البصيرةُ للعيان.  وحين يطرقُ  السّمعَ، تصبح الأذن واعية.  وإذا وقع على  العقلِ، يُرشِدُه إلى معرفةِ الرّحمن. وعندما يصيب الأعضاء، يتجلّى ذلك في الطّهارة وعبادة اللّه. وإلّا فإنّ جميعَ القوى والأعضاءِ والأركان تبقى مهملةً ومعطّلةً، وتصبح أعمالُها  كسراب الصّحراء.

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)           [4]

  يجب أوّلًا وقبل كلّ شيء استخدام أيّ وسيلة ممكنة كي يُطهّر القلب وتصفّى النّيّة، وإلّا فلن يكون ثمّة ثمر ونتيجة للإقدام على أيّ أمرٍ كان. يجب الاحتراز من التّصنّع والتّقليد الأعمى، فاللّبيب العاقل سرعان ما يدرك رائحتها المنتنة. وعلاوة على ذلك يجب ألّا تُنسى الأوقات الخاصّة بذكر اللّه والتّأمّل والدّعاء والمناجاة، لأنّ التّوفيق والتّرقّي والتّقدّم في الأمور دون شمول الفضل والعناية الإلهيّة صعبٌ بل ممتنعٌ ومحال. إنّكم لا تعلمون مدى أثر المحبّة الخالصة والصّدق وخلوص النّيّة في النّفوس، ولكن تحقيق هذا الأمر منوطٌ بسعي كلّ فرد من الأفراد في كلّ يوم من الأيّام.

(من رسالة مؤرّخة 19 كانون الأوّل/ديسمبر 1923، موجّهة لأحبّاء الشرق، تُرجمت من الفارسيّة في كتاب Living the Life: مقتطفات من توقيعات حضرة شوقي أفندي، الطّبعة االثّالثة،  (نيودلهي : دار النّشر البهائيّة، 1997)، ص. 2.) [5]

إنّ الحاجةَ جدّ ماسّة في كلّ أنحاء العالم، سواءٌ في داخل الجامعة البهائيّة أو خارجها، إلى وعيٍ روحانيٍّ حقيقيّ ليعمّ ويحفّز حياة البشر. فليس بمقدور أيّ كمٍّ من الإجراءاتِ الإداريّةِ أو الالتزامِ بالقوانين أن يحلَّ محلَّ هذه السّمة المميّزة للرّوح، هذه الرّوحانيّةِ الّتي هي جوهرُ الإنسان.

(من رسالة مؤرّخة  25 نيسان/أبريل 1945، كُتِبَت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد الأحبّاء، مدرجة في كتاب Living the Life، ص.  26-27)        [6]

...علينا أن نصلَ إلى مستوىً من الرّوحانيةِ حيث يأتي اللّهُ في المقام الأوّل من الأهمّيّة ولا تستطيع الأهواء الإنسانيّةُ الجامحة أن تُبعِدَنا عنه. دائمًا ما نرى النّاسَ يضحُّون بالمبادئِ أو يحرمون أنفسهم عن السّلوك في سبيل اللّه، إمّا لشدّة كراهيّتهم لشخصٍ آخر أو لتعلّقهم المفرط به...

علينا أن نحبَّ اللّهَ، لتتيسّر لنا محبّة كلّ البشر. فنحن لا نستطيعُ أن نحبَّ كلَّ إنسانٍ لنفسِه، إلّا أنّ شعورَنا تجاه البشريّةِ يجبُ أن تحرِّكَه محبّتُنا للآب السّماويّ الّذي خلقَ جميعَ البشر.

(من رسالة كُتِبَت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد الأحبّاء بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر 1950 مدرجة في كتاب Living the Life، ص . 41-42.)      [7]

***

إنّ العبوديّةَ لله هي في عبوديّتنا للأحبّاء. على الإنسانِ أن يكونَ جوهرَ الخضوعِ وحقيقةَ الخشوع. وأن يصبحَ فانيًا محضًا، وخاليًا من أيّ مرض في نفسه ليكونَ لائقًا لعبوديّة عتبة الرّحمن.

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)           [8]

لا تسكن آنًا ولا تبتغِ الرّاحةً لحظة.  بل اسعَ بالقلب والرّوح لأن تُقدّم خدمةً خالصةً لأحد الأحبّاء، وأن تكون سببَ فرحِ وسرورٍ قلبٍ نورانيّ. هذه هي الموهبةُ الّتي تضيءُ جبينَ عبدالبهاء فكن له أنت أيضًا  شريكًا وسهيمًا.

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)           [9]

أن نعيشَ كي نبلّغ في يومنا هذا هو بمثابةِ الاستشهاد في أيّام الأمر المبارك الأولى. فالمهمّ هو الرّوحُ الّتي تحرّكنا وتحفّزنا وليس العملُ الّذي تعبّر به الرّوح عن نفسها؛ وتلك الرّوح هي خدمة الأمرِ الإلهيّ من صميم القلب والوجدان.

(من رسالة مؤرّخة  3 آب/أغسطس 1932، كُتِبَت بالنّيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد المؤمنين، مدرجة في كتاب Living the Life، ص. 9) [10]

إنّ النّصيحةَ الّتي أسداها لك حضرة شوقي أفندي فيما يتعلّقُ بتقسيمِ وقتكِ بين خدمةِ الأمر المبارك والاهتمامِ بواجباتك الأخرى قد قُدّمت أيضًا للعديد من الأحبّاء الآخرين سواء من قِبَل حضرة بهاءاللّه أو حضرة عبدالبهاء. إنّها حلٌّ وسط بين الآيتين من الكتابِ الأقدس، تفرض إحداهما على كلّ بهائيّ تبليغ أمر اللّه،  وتوجب الأخرى اشتغالَ كلّ فرد بأمرٍ من الأمور يعود بالنّفعِ على المجتمع. يتفضّل حضرةُ بهاءاللّه في أحدِ ألواحِه المباركةِ بأنَّ أعلى درجاتِ الانقطاعِ في هذا اليوم هو اشتغال المرء بمهنة أو حرفة وإعالة نفسه.  لذلك فالبهائيّ الصّالح هو الّذي ينظِّمُ حياتَه بحيث يكرِّس وقتًا لاحتياجاتِه المادّيّةِ ولخدمةِ الأمرِ المبارك في آنٍ معًا.

(من رسالة مؤرّخة 26 شباط/فبراير 1933  كُتِبَت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد الأحبّاء مدرجة في كتاب Living the Life، ص. 10)       [11]

لا شيء يجلبُ الفلاحَ والنجاحَ في الأمرِ المبارك كالخدمة. إنّ الخدمة هي مغناطيس التّأييدات الإلهيّة، لذا حينما يكون الأفراد فعّالين ستشملهم بركات الرّوح القدس. وحينما يكونون غير فعّالين لن يجد الرّوح القدس مكمنًا له في وجودهم، فيُمسون محرومين من أشعّته الشّافية المحيية."

(من رسالة مؤرّخة 12 تموز/يوليو 1952، كُتِبَت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد الأحبّاء، مدرجة في كتاب الحياة البهائيّة، طبع بمعرفة المحفل الروحاني المركزي للبهائيّين في الحبشة، ص. 37)             [12]

إنّ خدمةَ أمرِ اللّه في هذا اليوم هي في إيجاد الألفةِ والمحبّةِ بين أحبّاء اللّه. فعلينا أن نتآلف بكمالِ الفقرِ والفناء والمحويّة والصّفاء والخضوعِ والخشوعِ والوفاء،  وأن نسعى في نشرِ نفحاتِ اللّه لأنّ الاستعدادَ في هذه الأيّام كبيرٌ إلى أبعد الحدود.  وإذا وقع أيُّ تأخير، فهو من قصورنا، وسببُ هذا القصورِهو الفتورُ في الاتّحادِ والاتّفاق.

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة).        [13]

في هذا اليوم، أيّ ذرّة عملٍ لا تؤدّى في سبيل اللّه، هي خسرانٌ مبين. وأيُّ كلمةٍ لا تجري على اللّسان لوجه اللّه، تسعّر نارًا حارقة. 

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة).       [14]

المقصودُ من ظهور المظاهرِ المقدّسةِ إيجادُ الألفة والمحبّة في العالم الإنسانيّ. لذا، على الأحبّاء أن ينفقوا أرواحَهم في هذا الميدان كي ينتشي البشر بصهباء محبّةِ بعضِهم البعض، ويبتهجَ قلوب أهل الآفاق. فكلَّما ازداد سعيهم في إيجاد الألفة ازدادوا تقدّمًا. وكلَّما بذلوا همّة أكبر لتحقيق الوحدة شاهدوا المزيد من العون والعناية ... اهدموا بنيان الاختلافِ وارفعوا صرح الائتلاف، وتشبّثوا بذيلِ محبّةِ اللّه وطهّروا أرض قلوبِكم من علائق الخصومة والخلاف، حتّى تُصبِحَ محلَّ إشراقِ شمسِ الحقيقةِ ويستطعَ منها نورُ الموهبة. ليكن كلّ واحدٍ منكم خادمًا للآخر، وليبذل كلّ واحدٍ منكم نفسه من أجلِ الآخر.

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة).        [15]

إذا كنّا نحن البهائيّين لا نستطيعُ بلوغَ الوحدةِ الحقيقيّةِ بين أنفسِنا فإنّنا نفشلُ في إدراكِ المقصدِ الرّئيسيّ الّذي عاش لأجلِه حضرةُ الباب وحضرةُ بهاء اللّه والمولى المحبوب وتحمّلوا الشّدائدَ في سبيله. 

ولإحرازِ هذه الوحدةِ القلبيّة فإنّ من الأمورِ الجوهريّةِ الأولى الّتي أكدَّ عليها حضرةُ بهاء اللّه وحضرةُ عبد البهاء هو أن نقاومَ الميلَ الطّبيعيّ لتركيزِ انتباهِنا على أخطاءِ الآخرين وقصورهم بدلًا من تركيزِه على أخطائِنا وقصورنا نحن. إنَّ كلَّ فردٍ منَّا مسؤولٌ عن حياةٍ واحدةٍ فقط ألا وهي حياتنا.  وكلٌّ منّا بعيدٌ كلَّ البعدِ عن كوننا "كاملين كما أنّ أباكم الّذي في السّماوات هو كامل"، وإنّ مهمّةَ تحسين حياتنا وتهذيب شخصيّتنا أمرٌ يتطلّب  كلّ عنايتنا وقوّةِ إرادتِنا وطاقتِنا. فإن نحن صرفنا اهتمامَنا وطاقتنا سعيًا في تقويم الآخرين وتصويب أخطائِهم فإنّنا نضيِّعُ بذلك وقتًا ثمينًا. نحن كالحرّاثين الّذين لكلٍّ منهم زوج من الثّيران عليه أن يسيّرهما، ومحراثُه الّذي عليه أن يوجّهه. ولأجلِ أن يحافظ على استقامةِ تلْمِ حراثَتِه ينبغي أن يضعَ هدفَه نصبَ عينيه ويركِّزَ على مهمّته الخاصّة به، فلو نظرَ إلى هذه الجهةِ وتلك ليرى كيف يتقدّم زيدٌ وعمرو لينتقدَ حراثتَهم فمن المؤكّدِ أنّ تلمه هو سيغدو متعرّجًا لا محالة.

هذا ولا تؤكّد التّعاليم البهائيّة على موضوعٍ أكثرَ من تأكيدِها على ضرورةِ الامتناعِ عن انتقاد الآخرين والغيبةِ، بينما الحرص دومًا على اكتشاف أخطائنا واستئصالِها والتغلُّبِ على عيوبِ أنفسِنا.

وإذا كنّا ندّعي الولاء والإخلاص لحضرةِ بهاء اللّه وللمولى المحبوب ولوليّ أمرنا العزيز، لوجبَ علينا إذًا أن نُظْهِرَ محبّتَنا بإطاعةِ هذه التّعاليمِ الصّريحة، فما تقتضيه هو الأعمال وليس الأقوال، ولن يعوّضَ أيُّ كمٍّ من الحماسة في استخدام التّعبيرات الّتي تنمّ عن الإخلاص والتّعبّدِ عن فشل العيشِ وفقَ روحِ التّعاليم.

(من رسالة مؤرّخة  12 أيّار/ مايو 1925، كُتِبَت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد الأحبّاء مدرجة في كتاب Living the Life ص. 5-7)             [16]

في الواقع ، لم يتعلّم الأحبّاء بعد بشكلٍ كاملٍ الاعتماد على محبّة بعضِهم البعض للحصول على الدّعم والمواساة وقتَ الحاجةِ. لقد وُهب الأمرِ الإلهيّ قوى هائلة، ويعود عدمِ نيل الأحبّاء المزيد منها لأنّهم لم يتعلّموا كيفيّة الاعتماد كليًّا على هذه القوى العظيمة من المحبّة والقدرة والألفة الّتي ولّدها أمر اللّه.

(من رسالة مؤرّخة 8 أيّار/ مايو 1942، كُتِبَت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد الأحبّاء مدرجة في كتاب Living the Life، ص. 19)             [17]

في الواقع، هذه هي الأيّامُ الّتي تستلزم البطولة من جانبِ المؤمنين. فالتّضحيةُ بالنّفسِ والشّجاعةُ والأملُ الّذي لا يخبو والثّقة هي الصّفات الّتي يجبُ أن تتجلّى فيهم، لأنَّ هذه الفضائلَ هي الّتي تُثير اهتمامَ العموم وتدفعهم للتّساؤل عمّا يدفع هؤلاء النّاس لأن يكونوا بهذه الثّقة والإيقان والاطمئنان والتّكريس في عالمٍ غارقٍ في الهرج والمرج والضّياع. وعلى مرّ الزّمان وبنحوٍ متزايد ستكون خصائص البهائيّين هي الّتي تجذب اهتمامَ إخوانِهم المواطنين. على الأحبّاء أن يترفّعوا عن الكراهية وتبادل التّهم الّتي تمزّق الإنسانيّةَ في الصّميم، وأن يُظهروا إيمانَهم العميق بالاتّحاد السّلميّ للجنس البشريّ قاطبة في المستقبل قولًا وعملًا.

(من رسالة مؤرّخة 26 تشرين الأوّل/أكتوبر 1941، كُتِبَت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد الأحبّاء مدرجة في كتاب Living the Life، ص. 17)              [18]

فيما يتعلّق بموضوع السّيّدة .... وعدم الائتلافِ الملحوظ بين بعضِ الأحبّاء ... عندما يسمح البهائيّون لقوى العالمِ الظّلمانيّة أن تتسلّلَ إلى علاقاتهم داخل الأمرِ المبارك فإنّهم يعرّضون تقدّمه لخطرٍ شديد؛... يجبُ على الجميعِ أن يكونوا مستعدّين وراغبين في التّخلّي عن كلِّ شعورٍ شخصيّ بالضّيْم، سواء أكان مبرّرًا أم لا، من أجل صالح الأمرِ المبارك، لأنّ النّاسَ لن يعتنقوا الأمر أبدًا حتّى يشاهدوا في حياة الجامعة البهائيّة ما يفتقرُ إليه العالمُ بغاية الوضوح، ألا وهو المحبّة والاتّحاد.

(من رسالة مؤرّخة 13 أيّار/مايو 1945، كُتِبَت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي للمحفل الرّوحاني المركزي لأستراليا ونيوزيلندة مدرجة في كتاب Living the Life، ص. 27)             [19]

يا عشّاق الجمال الإلهيّ، ويا أيّها المنجذبون إلى المحبوبِ الحقيقيّ.  في هذا اليوم الّذي أحاطت العالمَ أرياحُ الافتتانِ والامتحان، وهزّت الكونَ زلازلُ الاضطرابِ، عليكم، إن شاء اللّه، أن تَظهَروا من أفقِ الثّبوت والرّسوخِ بوجوهٍ نورانيّة وجبينٍ وضّاح على شأنٍ تزول تمامًا ظلماتُ التّزلزلِ والاضطراب وتطلع أنوارُ اليقينِ وتلوح من الأفقِ المبين.

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)         [20]

يا أحبّاء عبدِالبهاء! إنّ ضوضاءَ المللِ وغوغاء الأممِ لَأمرٌ محتومٌ ومسلَّمٌ به في يومِ ظهورِ الاسمِ الأعظم.  والحكمةُ في هذا الأمرِ المحتوم واضحةٌ ومعلومة، لأنّه حين تهبُّ أرياحُ الامتحان،  تُجتَثُّ الأشجارُ الضّعيفةُ من جذورِها بينما تزداد الأشجارُ المباركةُ ثبوتًا و متانةً.  ومع شدّة هطول الأمطار فإنّ حشراتَ الأرضِ تضطربُ وتتشتّتُ بينما تمتلئ الحدائقُ  بشقائقِ النّعمان ويُزهر فيها الوردُ والرّيحان وتشدوا البلابلُ بالنّغماتِ وتتغنّى في كلّ آن بآلافِ الألحانِ.  وذلك نعمة للأبرار ونقمةً للضّعفاء. اشكروا اللّه بأنّ أقدامَكم ثابتة ووجوهَكم مضيئة كالذّهبِ الإبريز في نيرانِ الامتحان. أسألُ اللّهَ تعالى أن تزدادوا ثبوتًا ورسوخًا يومًا بعد يوم.

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)         [21]

أتضرّعُ إلى اللّهِ أن تزدادَ استقامةً يومًا بعد يوم، حتّى تقاومَ بحرَ الامتحانِ كالبنيان المتين. إنّ نفوس البشر بمثابة الشّجر، فالأشجارُ الّتي لا جذورَ لها تسقط من أصولها من هبّة ريح، بينما الأشجارُ الّتي تتعمّق جذورها وتصبح قويةً متينة لا تهزّها الأرياح الشّديدة، لذلك فهي تورقُ وتُزهِرُ وتطرح الثّمار.

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)         [22]

إذًا، فاسلكْ سبيلَ التّسليمِ وفوّض أمرك لله، لا تحزنْ من أيّ محنةٍ ولا تأمل في أيِّ منحةٍ. كن مسرورًا وراضيًا بما أرادَه اللّهُ ليجدَ قلبُك وروحُك الاطمئنانَ وتنشدَ سرورَ الفؤاد والوجدان. عن قريب ستزولُ هذه الشّدائدُ والمشقّاتُ وتفوز براحة النّفس ومسرّةِ الوجدان.

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)         [23]

أيّها النّاظرُ إلى الملكوتِ الأبهى، في هذا اليوم الشّديد الّذي زلزلتْ فيه شدّة البلايا أركانَ الإمكانِ وارتعشتْ قوائمُ بنيانِ العالمِ من الافتتانِ والامتحان الإلهيّ، عليك أن تبقى ثابتًا راسخًا ومستقيمًا بالقوّةِ الملكوتيّةِ والتّأييداتِ اللّاهوتيّة، وكن صامدًا ثابتًا كالجبلِ المبين والبنيانِ المتين والسّدِّ الحائل والحاجزِ الكامل. لا تضطربْ من أرياحِ البلايا ولا تتزلزلْ من شديد المصائب، فأنوار التّأييدِ ساطعةٌ من الملكوتِ الإلهيّ وجنودُ التّوفيقِ تنزل تترى من الرّفيق الأعلى. إطمئنْ وكن من الموقنين. 

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)                       [24]

إلّا أنّ علينا ألّا ننسى أنّ السّمةَ الأساسيّةَ لهذا العالم هي المشقّات والمصائب وبالتّغلّب عليها سنحقّقُ التّقدّمَ في نموّنا وتطوّرنا الرّوحانيّ والخلقيّ. وكما تفضّل حضرة المولى فإنّ الحزنَ كالتّلم الّذي يحدثه المحراث في الأرض، كلّما كان أعمق جنينا ثمارًا أوفر.

(من رسالة مؤرّخة 5 تشرين الثّاني/نوفمبر 1931، كُتِبَت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد الأحبّاء، مدرجة في كتاب Living the Life، ص7)   [25]

لقد اشتكيتَ من الظّروفِ غير المرضيةِ السّائدةِ في الجامعة البهائيّة في..... إنّ حضرة وليّ أمر اللّه على علمٍ تامّ بوضعِ الأمرِ هناك ولكنّه على ثقةٍ بأنّه مهما كانت طبيعةُ العقباتِ الّتي تواجه الأمرَ المبارك فسيتمُّ التّغلّبُ عليها في نهايةِ المطاف. ينبغي ألّا تشعرَ باليأس في أيّ ظرفٍ من الظّروف ولا تسمحْ لهذه المشكلاتِ، رغم أنّها قد تكون ناجمةً عن سوء السّلوك أو لعدم توفّر القدرة والبصيرة لدى أعضاء معيّنين في الجامعة، أن تزلزل إيمانك وولاءك الأساسيّ لأمر اللّه. ومن المؤكّد أنّه لا ينبغي اعتبار أفراد الأحبّاء معيارًا لتقييم وقياس قدرة أمر اللّه ورسالته الإلهيّة، مهما بلغت كفاءتهم، سواء كانوا مبلّغين أو أعضاء في مؤسّسات أو أفرادًا ذوي سجايا فكريّة وروحانيّة عالية. فالتّعاليمُ بحدّ ذاتها وحياةُ مؤسّسي هذا الأمرِ المبارك هي الّتي يجب على المؤمنين أن يتطلّعوا إليها ليستمدّوا منها الهداية والإلهام، وبالالتزام التّامّ بمثل هذا الموقف الحقيقيّ فحسب يمكنهم أن يأملوا في توطيد ولائِهم لحضرة بهاءاللّه على أساسٍ ثابتٍ متين. إذًا، عليكم أن تشدّوا من عزائمكم وتسعوا، مع يقظةٍ لا تكلّ وجهدٍ مستمرّ، لتقوموا بدورِكم الكاملِ في التّكشّفِ التّدريجيّ لهذا النّظامِ الإلهيّ العالميّ.

(من رسالة مؤرّخة 23 آب/أغسطس 1939، كُتِبَت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد الأحبّاء مدرجة في كتاب  Living the Life، ص. 15- 16)               [26]

قد يكونُ أكبرُ امتحانٍ يتعرّض له البهائيّون هو من بعضِهم البعض؛ ولكن إكرامًا لخاطر حضرة المولى عليهم أن يكونوا على استعدادٍ لغضّ الطّرفَ عن أخطاء بعضهم البعض، ويعتذروا عن الكلماتِ القاسيةِ الّتي تفوّهوا بها، ويسامحوا وينسوا. إنّه يوصيك بشدّة باتّخاذِ هذا المنحى من السّلوك.

(من رسالة مؤرّخة 18 كانون الأوّل/ديسمبر 1945، كُتِبَت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد الأحبّاء، مدرجة في كتاب Living the Life، ص. 28- 29)                [27]

إن ضَعف الإنسان وأطواره الغريبة قد تكون امتحانًا عظيمًا. ولكن الطّريقةَ الوحيدةَ أو بالأحرى ينبغي أن أقول إنّ الطّريقةَ الأولى والفضلى لعلاجِ تلك الحالات يعود للفردِ ليعملَ ما هو الصّواب. فنفسٌ واحدةٌ تستطيع أن تكون سببًا في تنوير قارّة بأكملها روحانيًّا.

(من رسالة مؤرّخة 30 أيلول/سبتمبر 1949، كُتِبَت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد الأحبّاء، مدرجة في كتاب Living the Life، ص. 39)        [28]

غالبّا ما تبدو هذه المشقّاتُ والامتحاناتُ الّتي لا بدّ أن تمرَّ بها جميع الجامعات البهائيّة رهيبةً للوهلةِ الأولى، ولكن باستعادة أحداث الماضي والتّأمّل فيها سندركُ أنّها كانت جرّاء ضعفِ الطّبيعةِ البشريّة وسوءِ الفهمِ وآلام النّموّ الّتي على كلِّ جامعة بهائيّة اختبارها.

(من رسالة مؤرّخة 25 تشرين الثّاني/نوفمبر 1956، كتبت بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي لأحد الأحبّاء، مدرجة في كتاب Living the Life، ص. 49)                       [29]

إن تُرِدْ الحياةَ الباقيةَ فتنسّم النّفحةَ الإلهيّةَ.  وإن تطلبْ الحياةَ الأبديّةَ فاسكن في ظلِّ الكلمةِ الإلهيّة. 

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)                       [30]

إنّ قوّةَ واقتدارَ الإكسيرِ الأعظم الحقيقيّ اليومَ هو الّذي ينيرُ الحقائقَ الظّلمانيّةَ ويحيل هويّة الجهلِ إلى آية رحمانيّة.  وإنّها لكلمةُ اللّهِ الّتي نوّرت عالمَ الإمكان بالجلوة الرّبّانيّة، وعطّرت الآفاق بالنّفحات القدسيّة.

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)                       [31]

إنّ الكلمةَ الإلهيّةَ بمثابةِ نسيم الرّبيع والرّياحِ اللّواقحِ الرّحمانيّة. فحين تُتلى بالنّغمات الرّوحانيّة تمنح روحَ الحياة وتهب النّجاة، وتجعلُ الأرضَ الطّيّبةَ حديقةً ورود، وتُعطِّرُ بالعنبر آفاقَ الوجودِ. 

(من أحد ألواح حضرة عبدالبهاء مترجم من الفارسيّة)                       [32]

إذا قرأتَ بياناتِ حضرة بهاءاللّه وحضرة عبدالبهاء بتجرّدٍ واهتمام وفكّرتَ فيها مليًّا، ستكتشف حقائقَ لم تعلمها من قبل، وتكتسبَ بصيرةً نافذةً في المسائل الّتي حيَّرتْ مفكّري العالمِ العظماءَ.

(بخطّ يد حضرة شوقي أفندي مرفقة برسالة كُتِبَت بالنيابة عن حضرته لأحد الأحبّاء بتاريخ 30 كانون الثّاني/ يناير 1925، مدرجة في كتاب Living the Life، ص. 4)