[ترجمة]
10 تمّوز/يوليو 2014
إلى أتباع الاسم الأعظم في العالم أجمع
الأحبّاء الأعزّاء والأودّاء الأوفياء،
عند غروب شمس يوم 20 آذار/مارس 2015 ينقضي عام 171 إيذانًا باختتام الواحد التّاسع من أوّل كلّ شيء من التّاريخ البهائيّ. بهذه المناسبة الميمونة ندعو أهل البهاء في شرق العالم وغربه إلى اعتماد تطبيق موحّد للتّقويم البديع.
إنّ تفصيل الأحكام الخاصّة بالتّقويم البديع يجري تدريجيًّا على مرّ الزّمن وذلك عملًا بمبدأ التّدرّج في الكشف عن التّعاليم الإلهيّة وتطبيقها. فلقد وضع حضرة الباب التّقويم بخطوطه العريضة مبيّنًا ما يشتمل عليه من أحقاب وأدوار وشهور وأيّام، وزاد عليه حضرة بهاء الله توضيحات وإضافات أساسيّة، ثمّ تولّى حضرة عبد البهاء أمر تبيين جوانبه المختلفة، ومن ثمّ اتُّخذت التّرتيبات اللازمة لاعتماده في الغرب بتوجيه من حضرة وليّ أمر الله حسب ما ورد شرحه في مجلّدات "العالم البهائيّ". مع ذلك، ونظرًا لوجود مُبهماتٍ حول بعض التّواريخ في التّقويمين الهجريّ والميلاديّ، ولصعوبة تطابق المناسبات التّاريخيّة والوقائع الفلكيّة مع النّصوص الصّريحة في الآثار المباركة، بقيت ثمّة إشكالات دون حلّ. في معرض الإجابة عن استفسارات الأحبّاء بخصوص التّقويم، عهد كلٌّ من حضرة عبد البهاء وحضرة ولي أمر الله البتّ في هذه الأمور إلى بيت العدل الأعظم. وحتّى يتسنّى اعتماد التّقويم والاستفادة منه بشكلٍ موحّد، ينبغي توضيح ثلاثٍ من خصائصه المتعدّدة: طريقة تعيين يوم النّيروز، مراعاة السِّمة القمريّة لعيد المولدين المباركين ضمن التّقويم الشّمسيّ، وتثبيت تواريخ الأيّام المباركة في التّقويم البديع.
يتفضّل حضرة بهاء الله في كتابه الأقدس موضّحًا أنّه "في أيّ يوم تتحوّل فيه الشّمس إلى برج الحمل، ولو قبل الغروب بدقيقة واحدة، هو يوم العيد." بيد أنّ التّفاصيل لم تكن محدّدةً حتّى الآن. لقد قرّرنا اختيار طهران، مسقط رأس الجمال الأبهى، لتكون النّقطة الّتي تُتّخذ مقياسًا لتحديد لحظة دخول الاعتدال الربيعيّ في نصف الكرة الشّماليّ وبالتّالي يوم النّيروز للعالم البهائيّ، وذلك وفق حسابات فلكيّة من مصادر موثوق بها.
أمّا بالنّسبة لعيد المولدين، أي ميلاد حضرة الباب وميلاد حضرة بهاء الله، فقد جرت العادة في الشّرق أن يُحتفل بهما في اليومين الأوّل والثّاني من شهر محرّم طبقًا للتّقويم الهجري. يتفضّل حضرة بهاء الله مؤكّدًا "واليومان عند الله بحُسبان يوم واحد." وجاء في رسالة كُتبت بالنّيابة عن حضرة وليّ أمر الله، "في المستقبل، سيتمّ دون شكّ إحياء جميع الأيّام المباركة طبقًا للتّقويم الشّمسي، وستُتّخذ التّدابير اللّازمة لكيفيّة توحيد الاحتفال بعيد المولدين عالميًّا." هذا وبقيت كيفيّة المحافظة على السِّمة القمريّة الخاصّة لهذين اليومين المباركين في سياق التّقويم الشّمسيّ بلا إجابة حتّى الآن. لقد قرّرنا أن يجري الاحتفال بهما في اليومين الأوّل والثّاني من الشّهر القمريّ الثّامن بعد النّيروز، وذلك طبقًا لجداول فلكيّة سبق إعدادها باعتماد طهران نقطة مرجعيّة. ونتيجةً لذلك يتغيّر موعد الاحتفال بعيد المولدين من سنة إلى سنة ليحلّ في يومين متتاليين خلال أشهر المشيئة والعلم والقدرة من التّقويم البديع، أي بين منتصف شهري تشرين الأوّل/أكتوبر وتشرين الثّاني/نوفمبر من التّاريخ الميلاديّ. في العام المقبل سوف يصادف عيد ميلاد حضرة الباب العاشر من شهر القدرة، وعيد ميلاد حضرة بهاء الله الحادي عشر من الشّهر نفسه. ببالغ البهجة والاشتياق نتطلّع إلى حلول الذّكرى المئويّة الثّانية لميلاد حضرة بهاء الله في عام 174 وميلاد حضرة الباب في عام 176 بديع حيث سيحتفل العالم البهائيّ قاطبةً بهاتين المناسبتين المباركتين وفق تقويمٍ مشترك.
إنّ تواريخ بقيّة الأيّام المباركة سيتمّ تثبيتها في التّقويم الشّمسي وفقًا لبيانات حضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء وحضرة ولي أمر الله الصّريحة، ولقد قرّرنا وضع بعض التّفاوتات التّاريخيّة جانبًا. ستكون تواريخ تلك الأيّام على النّحو التّالي: عيد النّيروز 1 شهر البهاء، عيد الرّضوان من 13 شهر الجلال حتى 5 شهر الجمال، إعلان دعوة حضرة الباب 8 شهر العظمة، صعود حضرة بهاء الله 13 شهر العظمة، استشهاد حضرة الباب 17 شهر الرّحمة، يوم الميثاق 4 شهر القول، وصعود حضرة عبد لبهاء 6 شهر القول.
إنّ الهدايات والتّوضيحات الصّادرة في وقت سابق والمتعلّقة بالتّقويم البديع وإقامة الضّيافات التّسع عشريّة وإحياء ذكرى الأيّام المباركة من قبيل: بداية اليوم اعتبارًا من غروب الشّمس، وتعليق العمل، والسّاعات المحدّدة لإحياء ذكرى بعض الأيّام المباركة ستبقى سارية المفعول ومُلزمة ما لم تُلغَ صراحةً بهذه الإرشادات الجديدة. كما أنّ تغيّر الظّروف والأوضاع في المستقبل قد يقتضي اتّخاذ تدابير إضافيّة.
ونتيجة لهذه القرارات سيجد الأحبّاء الأعزّاء في شرق العالم وغربه بعض عناصر التّقويم البديع مغايرة لتلك الّتي اعتادوا عليها. إنّ تواريخ التّقويم البديع يتغيّر موقعها في التّقاويم الأخرى بحسب حلول النّيروز. ويختلف عدد أيّام الهاء عبر تعاقب السّنين وفقًا لتوقيت الاعتدال الرّبيعي؛ ويكون عددها أربعة في السّنة الّتي تُستهلّ في نيروز 172 بديع. لقد أعدّ المركز البهائيّ العالميّ جدولاً أُدرجت فيه تواريخ عيد النّيروز وعيد المولدين لمدة الخمسين سنةٍ القادمة، وسيتمّ إرساله إلى المحافل الرّوحانيّة المركزيّة في وقت قريب.
إنّ اعتماد تقويم جديد في دورة كلّ مظهر إلهيّ رمزٌ ينمّ عن قدرة الوحي الإلهيّ على إعادة تشكيل مدارك الإنسان للحقائق الماديّة والاجتماعيّة والرّوحانيّة. فمن خلاله تنفرد الأيّام والسّاعات المقدّسة بما يليق بها من اهتمامٍ وتبجيل، ويُعاد النّظر بمقام الجنس البشريّ في الزّمان والمكان، وتُعاد صياغة نمط الحياة وإيقاعها. إنّ النّيروز القادم سيشهد بداية مرحلةٍ تاريخيّةٍ جديدةٍ في تجلّي وحدة أهل البهاء وتَكشُّفِ نظم حضرة بهاء الله العالميّ.
[التّوقيع: بيت العدل الأعظم]