[ترجمة]
11حزيران/يونيو 2009
إلى أحبّاء الجمال الأقدس الأبهى الأعزّاء في بلاد إيران المقدّسة
الأخوات والإخوة الرّوحانيّين،
تفيد الأنباء الّتي وصلت إلى المركز البهائيّ العالميّ بأنّكم أيّها المختارون منشغلون بغاية الصّدق والإخلاص وبمعنويات عالية وبنّاءة في تدبير شؤون جامعتكم. وأنّكم تقومون، في مجموعات صغيرة، بالمشورة وتبادل وجهات النّظر من أجل مؤازرة وتشجيع بعضكم بعضًا للقيام بوظائفكم الرّوحانيّة الفرديّة ومساعيكم الجماعيّة، والنّظر في القضايا المتعلّقة بالأحوال الشّخصيّة. وطلبتم من البعض مدّ يد العون للآخرين. يتفضّل حضرة بهاء الله: "لا ينبغي لبني الإنسان أن يبذلوا جلّ جهدهم وهمّتهم في التّفكير في أنفسهم، بل عليهم أن يلتفتوا إلى تدبير أمور بعضهم بكمال الجدّ والاجتهاد." ولا شكّ أنّه من الطّبيعيّ أن ينهض الأحبّاء الأعزّاء في مثل هذه الظّروف مستمدّين الإلهام من هذا البيان المبارك ليساعدوا بعضهم بعضًا بغاية الشّوق والشّغف. وأولئك الأعزّاء الّذين يُستدعوْن بين الفينة والأخرى لأداء خدمة خاصّة يعلمون حقّ العلم أنّهم ليسوا بدلاء عن أعضاء هيئة الخادمين، ولا يتحمّلون أيّة مسؤوليّة تتعلّق بالشّؤون الشّخصيّة والجماعيّة للأحبّاء، بل بالأحرى يعتبرون أنّ واجبهم كبهائيّين مؤازرة إخوانهم الأحبّاء والتّشاور معهم. كما أنّهم يعلمون بأنّ ميزان نجاحهم وتوفيقهم في هذا السّبيل منوط تمامًا بمدى خضوعهم وخشوعهم. ومتجنّبين فرض آرائهم على الآخرين، يتّخذون من المشورة نهجًا لعملهم، ويشجّعون الآخرين على ذلك أيضًا، وبهذه الطّريقة يساعدونهم على اتّخاذ قراراتهم.
وفي مساعيكم لتدبير شؤون جامعتكم، من المناسب أن تذكّروا بعضكم بعضًا في هذه الأيّام من التّحوّل والتّغيير، أنّه حريّ بأهل البهاء في مهد أمر الله أن يتقدّموا خطوة خطوة، وكلّهم ثقة بالتّأييدات الإلهيّة، وفي غاية الاتّحاد والجدّيّة. وبتحلّيكم بالصّبر والاصطبار ستكسبون في كلّ يوم بصيرة منيرة أكثر في تفاصيل المسائل المختلفة ممّا سيُمكّنكم من التّقدّم بخطوات ثابتة نحو تحقيق أهدافكم. بهذه الطّريقة، وحتّى في هذه الأوقات، سيتمكّن كلّ فرد منكم من استدامة مساعيه القيّمة من أجل تعزيز النّموّ الرّوحانيّ للفرد واستحكام أركان الجامعة، وكذلك من أجل خدمة وطنكم وإخوانكم المواطنين الأعزّاء.
وفي رسالتنا المؤرّخة 19 أيّار/مايو 2009، جئنا على ذكر بعض المهامّ الّتي تواجه جامعتكم، وأشرنا إلى أهميّة رعاية الأحبّاء المحتاجين. فانتشار الفقر والبطالة هو أحد المشاكل الّتي ابتلي بها شعب إيران اليوم. هذا وقد أوجبت الضّغوط الاقتصاديّة، خلافًا لموازين العدل والإنصاف، والّتي فرضها بعض المسؤولين على المواطنين البهائيّين، إيلاء اهتمام خاصّ بأوضاع أولئك الّذين بالرّغم من سعيهم المشرّف لإعالة أنفسهم، إلّا أنّهم عاجزون عن ذلك. لذلك كونوا متنبّهين وابذلوا ما في وسعكم لتأمين الاحتياجات الأساسيّة للعائلات والأفراد. عليكم القيام بهذا الواجب المقدّس بكلّ صبر ولطف، واضعين نصب أعينكم المبادئ الرّوحانيّة والأخلاقيّة، ومراعين تمامًا كرامة الأحبّاء المحتاجين وعزّتهم. إنّ العالم الإنسانيّ يواجه تحدّيًا يتمثّل في اقتلاع جذور الفقر، وما لم تُحلّ هذه المشكلة على نحو عادل منصف، فإنّ عواقب هذا الظّلم العظيم ستطال الجميع دون استثناء. وبالتّالي، فأحد واجبات أهل البهاء أن يوسّعوا نطاق مساعدتهم إلى خارج دائرة الجامعة البهائيّة، قدر المستطاع، والتّواصل مع إخوانكم المواطنين للعمل معًا من أجل إيجاد حلّ عموميّ. عسى أن تسم طهارة القلب كافّة أمثال هذه الجهود.
أنتم في خواطرنا ونحن منشغلون بالدّعاء في العتبات المقدّسة العليا.
[التّوقيع: بيت العدل الأعظم]