[ترجمة]

12 نيسان/أبريل 2011

إلى كافّة المحافل الرّوحانيّة المركزيّة  

الأحبّاء الأعزّاء،

يسرّنا أن نشارككم ببشارة انتهاء أعمال ترميم المقام الأعلى، وهذا المجهود هو الأعظم أهمّيّة بين سلسلة من المشاريع الّتي تمّ تنفيذها مؤخّرًا في الأرض الأقدس بما في ذلك تجديد مبنى دار الآثار العالميّة من الدّاخل والخارج؛ وإحياء حديقة الرّضوان؛ وامتلاك أراض واسعة في البهجة وفتح شارع عريض يؤدّي إلى البوّابة الشّماليّة؛ كما أنّ إعادة تنظيم محيط الرّبع الشّماليّ الغربيّ المحاذي للحرم الأقدس يُنبئ باكتمال دائرة الحدائق المحيطة به.  كلّ هذه الأعمال تُضاف إلى حشد من الإنجازات الّتي يتمّ الاحتفال بها في هذه اللّحظات الختاميّة من المشروع العالميّ الّذي شغل العالم البهائيّ على مدى السّنوات الخمس الماضية. 

إنّ "ملكة الكرمل" الّتي حُجبت عن أنظار العموم طيلة الجزء الأكبر من المشروع، قد كُشف عنها النّقاب اليوم فتلألأت أنوارها من جديد، "متوّجة بتاجها الذّهبيّ" على جبل الرّب.  وترميم هذا الصّرح المهيب قد سبقته ثلاث سنوات من التّحضيرات الّتي انطوت على دراسات شاملة لتقييم وضعه، وتحليل تأثير البيئة عليه، وتحديد أساليب العمل والمواد اللّازمة للتّرميم الّتي تحافظ على التّصميم الأصليّ وتصمد أيضًا أمام قسوة الزّمن.  هذا وقد أشرف على العدد الكبير من التّفاصيل المتعلّقة بكلّ جزء من أجزاء هيكل المقام، بدءًا من الرّأس المُذهب الّذي يزيّن القبّة وصولًا إلى الأعمدة الّتي تحيط الممرّ المقنطر، حرفيّين بارعين متفانين ومجموعة كبيرة أخرى من المتطوّعين المخلصين قَدموا من كلّ حدب وصوب، وعملوا معًا بكلّ محبّة وبعناية ودقّة فائقة مراعين قدسيّة العمل القائمين عليه. 

من الجوانب الهامّة لهذا المشروع تقوية الهيكل الّتي طالت المبنى بكامله لضمان ثباتٍ واستقرارٍ أعظم له وتعزيز قدرته على مقاومة الزّلازل.  حيث تمّ تثبيت أكثر من 120 وتدًا في الجبل خلف الجدران الاستناديّة المدعّمة حديثًا والّتي تحمي المقام.  وقد استدعى التّرميم الخارجيّ للهيكل الفوقيّ أسلوب عمل منهجيّ في التّعامل مع أعمال الحجر وكافّة معالمه التّزينيّة المعقّدة.  حيث تمّ إصلاح الدّرابزين الحديديّ المزخرف القائم فوق السّقف الثّمانيّ الأضلاع ووضع اللّمسات النّهائيّة عليه.  كما تمّ وضع (11790) بلاطة مذهّبة بالتّحديد، والّتي شُكّلت بدقّة بعشرات من مختلف الأشكال والأحجام، في مكانها على القبّة الّتي سبق إصلاحها وتقويتها بعناية، وهي تتلألأ الآن بكامل بهائها.  أمّا الغرف الثّلاث الّتي أضافها حضرة شوقي أفندي إلى الجهة الجنوبيّة للمقام الأصليّ، الّذي رفعه المولى بآلام لا نهاية لها، فقد جُدّدت وأُعدّت لاستقبال الحجّاج والزّائرين للتّعبّد.  والغرفة الوسطى من هذه الغرف هي الّتي اجتمعنا فيها مع تباشير صباح هذا اليوم لرفع الدّعاء بالشّكر والامتنان مستقبلين بوجوهنا الحرم القدسيّ الّذي يضم التّراب المقدّس لحضرة الباب. 

[التّوقيع:  بيت العدل الأعظم]