[ترجمة]
13 تشرين الثّاني/نوفمبر 2021
إلى الأحبّاء المجتمعين في تانّا،
ﭬﺎنواتو لتدشين مشرق الأذكار
أحبّتنا الأعزّاء،
بقلوبٍ طافحة بحبّ لا يتناهى، نحييكم جميعًا في هذا اليوم المُفعم بعظيم الفرح والابتهاج وأنتم تجتمعون لتشهدوا فتح أبواب أوّل مشرق أذكار محلّيّ في منطقة المحيط الهادئ. إنَّه انتصار باهر، يُحقّق إنجازًا آخر لرؤية حضرة عبد البهاء الّتي صوّرها في ألواح الخطّة الإلهيّة من أجل إلى تأسيس جامعة الاسم الأعظم في ﭬﺎنواتو. إنّ هذه المؤسّسة المجيدة، الّتي افتُتحت في الذّكرى المئويّة لصعود حضرة المولى، تدعو النّاس من جميع المنابت والمشارب إلى الاجتماع بكلّ روحٍ وريحان والانشغال بذكر الله وثنائه.
بدأ العمل على إرساء الأساس الرّوحانيّ لمشرق الأذكار هذا قبل بنائه بفترة طويلة. إنّنا نستذكر بإعجابٍ عميق الجهود المُتّسمة بالتّضحية والفداء تلك الّتي بذلها الأحبّاء الّذين أدخلوا دين الله إلى ﭬﺎنواتو لأوّل مرّة، وأولئك المؤمنون النّورانيّون الأوائل من السّكّان الأصليّين الّذين حملوا رسالة حضرة بهاء الله الشّافية إلى أبناء وطنهم وقبائلهم، وعائلاتهم. إنّها حقًّا للحظة ينبغي أن نرفع فيها آيات الشّكر والامتنان لما قام به الجمال المبارك من تنشئة ورعاية جامعة تتميّز بروح الخدمة المُتفانية والإخلاص ومحبّة الله. متوكّلين على قوّة الدّعاء، وضعتم ثقتكم الكاملة بالله العليّ القدير، وموجّهين طاقتكم نحو خدمة الآخرين، تغلبتم على التّحدّيات بفضل التّعاون والدّعم المُتبادل. في الواقع، نحن شهدنا أنّكم أظهرتم قدرة استثنائيّة على التّكيّف والتّحمّل في أوقات الشّدائد والمحن.
إنّ ظهور هذا المعبد لهو تعبير ظاهري ّيعكس ما مرّت به حياة جامعة من تحوّل وتغيير من خلال اتّحاد العبادة والخدمة، والّتي سوف تُحدثون شكّ تأثيرًا عميقًا في حياة أولئك الّذين يقيمون في جزيرة تانّا، وفي كافّة أرجاء بلدكم وخارجه أيضًا. ومن المؤكّد أنّ أحبّاء ﭬﺎنواتو الأعزّاء سيكثّفون جهودهم الآن ليساهموا في الازدهار الرّوحانيّ والمادّيّ لجامعاتهم ويعزّزوا داخل مجتمعهم مستويات أعلى من الوحدة الّتي تأسّست على حقيقة لا تقبل الجدل ألا وهي وحدة العالم الإنسانيّ.
يتألق هذا الصّرح المُقدّس كمنارة للنّور. عسى أن يُصبح مركزّا تشعُّ منه القوى الرّوحانيّة، وعسى أن ينشر الأنوار الرّبانيّة. وكأشعّة الفجر السّاطعة، عسى أن يُنير أمام وجوهكم كلّ الآفاق. في هذه اللّحظة التّاريخيّة تتبادر إلى أذهاننا كلمات المولى المحبوب: "وعندما یتمّ مشرق الأذكار وتتوقّد فیه الأنوار ويحضر فیه الأبرار وتقوم الصّلوة تضرّعًا إلى ملكوت الأسرار ویرتفع صوت التّمجید للرّبّ المجید هنالك یفرح المؤمنون وینشرح صدور امتلأ بمحبّة الحيّ القیّوم."
[التّوقيع: بيت العدل الأعظم]