[ترجمة]
23 أيّار/مايو 2021
إلى الأحبّاء المُجتمعين في ماتوندا سوي،
كينيا، لتدشين مشرق الأذكار
أحبّتنا الأعزّاء،
نحيّيكم في هذا اليوم الّذي يتّسم بأهميّة تاريخيّة عُظمى حيث يفتح الآن أبوابه للعموم أوّل مشرق أذكار في كينيا، "مطلع الأنوار"، و"محلّ انشراح الأرواح". إنّ تدشين هذا الصّرح الشّامخ، وهو أوّل بيت عبادة محلّيّ في قارّة أفريقيا، في بداية عهد جديد من الخطّة الإلهيّة، ليس إلّا خطوة بالغة الأهميّة في الرّحلة الرّوحانيّة لأبناء وطنكم. فمن بذور المحبّة والوحدة الّتي بذرتها ثُلّة صغيرة من المؤمنين الرّاسخين في بواكير أيّام الأمر المُبارك في بلدكم، نرى شجرة محمّلة بالثّمار، كما يتجلّى ذلك في اجتماع شعوب متنوّعة معًا من أجل ذكر اسم جمال القِدَم وحمده. نرفع آيات الشّكر لأنّه، بفضل عنايات المقتدر القدير، وفي وقت وقع فيه العالم في خضمّ الشّكّ وعدم اليقين، تُوّجت جهود الأحبّاء في جميع أرجاء ماتوندا سوي وخارجها برفع صرح منارة الأمل هذه، الّتي هي مصدر ابتهاج وفرح عظيم.
إنّ مشاركة أعداد كبيرة من الأحبّاء في العبادة الجماعيّة قد أدّت إلى تعزيز الحياة التّعبّديّة في جامعتكم كما أفضت الآن إلى تشييد أوّل مشرق أذكار محلّيّ لها. وبكلّ تأكيد، سيغدو هذا الهيكل المُتّسم بالبساطة الأنيقة نقطة محوريّة في حياة العديد من الأفراد والعائلات وهم يسعون جاهدين لخدمة جامعاتهم. وكون مشرق الأذكار قد شُيّد في ثلاث سنوات فقط وفي ظلّ ظروف بالغة الصّعوبة، لهو شاهد على ما يتحلّى به الشّعب الكينيّ من حيويّة وبراعة وتصميم. وطوال هذا الوقت، كان أتباع حضرة بهاء الله في المنطقة، لا سيّما الشّباب، يقدّمون مساهمة ملحوظة في التّقدّم المادّيّ والرّوحانيّ لمجتمعهم، معتمدين على قوّة الكلمة الإلهيّة. ولا شكّ أنّ ظهور هذا المعبد الّذي يَعِد بمستقبل مُشرق لتلك الأرض سوف يُلهمم ويُحفّزهم في مساعيهم.
عسى أن يتلقّى سكّان ماتوندا سوي الألطاف والتّأييدات الإلهيّة وهم يجتمعون لثناء الرّب المتعال وتمجيده في مشرق الأذكار هذا. وعسى أنّ يُزيل النّور المُنبعث من هذا المكان المُفعم بالدّعاء ظلال الغُمّة والأحزان، ويسمو بالأفئدة والقلوب، ويُقرّب الأرواح أكثر إلى محبوبها. في هذا اليوم، وأنتم مجتمعون في مشرق الأذكار، نستذكر هذه الكلمات لحضرة المولى المحبوب: يا أحبّاء الله، لاحظوا أنّه عندما تجتمعون في ذلك المجمع الرّوحانيّ وتنشغلون بالأذكار في الأسحار، وتقومون جميعًا بعد أداء الصّلاة بذكر الرّبّ الكريم بلحن لطيف، كم ستكون اللّطافة والرّقّة والرّوحانيّة والنّورانيّة النّاتجة عن ذلك. إنّ تلك الألحان ستصل إلى الملكوت الأبهى وتلك التّرانيم ستبعث السّرور والنّشاط في الملأ الأعلى.
[التّوقيع: بيت العدل الأعظم]