[ترجمة]

 

25 آذار/مارس 2023

إلى الأحبّاء المجتمعين في كينشاسا،

جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة،

لتدشين مشرق الأذكار

أحبّتنا الأعزّاء،

قلوبنا المبتهجة تتوجّه إليكم أنتم المجتمعون في مدينة كينشاسا في مناسبة بالغة الأهميّة في تاريخ جامعتكم ألا وهو تدشين مشرق أذكار في بلدكم، ورفع صرح أول مشرق أذكار مركزيّ في العالم البهائيّ.  نرسل لكم تحيّاتنا الحُبيّة ونتمنى لكم احتفالاً تأتلف وترتبط فيه قلوبكم وأرواحكم معًا حمدًا وشكرًا على الفضل الإلهيّ المُتمثّل في تشييد مشرق الأذكار هذا في دولة تقع في قلب القارّة الإفريقيّة.

والصّرح الَّذي تُفتح أبوابه اليوم يمثّل مؤسسّة نصّ عليها لأوّل مرّه حضرة بهاء الله بنفسه في كتابه الأقدس.  فقد كلّف أتباعه مخاطبًا إيّاهم بأنّ "عمّروا بيوتًا ...باسم مالك الأديان في البلدان"، وحثّهم قائلًا عمّروها بأكمل ما يمكن في الإمكان وثمّ "اذكروا فيها ربّكم بالرّوْح والرّيحان."  فهذه العبادة والتّسبيح لله تجد أسمى تعبير  لها عندما تُترجم إلى خدمة فعّالة وخالصة للبشريّة.  ومشرق الأذكار الَّذي شُيّد في هذه العاصمة الكونغولية هو بالتّالي مكرّس لتوحيد عبادة الله وخدمة البشريّة، وكلاهما ذو أهميّة حيويّة لإحياء العالم.  فقد برز إلى حيّز الوجود، بكلمات حضرة عبد البهاء، كمركز من أجل "تآلف القلوب واجتماع النّفوس".  وكونه مفتوح لأتباع جميع الدّيانات، فإنّه يمكّن كلّ الَّذين يستنشقون من روحه النّفحات المِسكيّة أن يلتقوا "جميعًا بالاتّحاد".

إنّ الطريق الَّذي أوصل جامعتكم إلى هذه المرحلة قد مهّدته تضحيات أجيال من المؤمنين المُخلصين الَّذين سعوا جاهدين خلال العقود السّبعة الماضية في جميع أنحاء بلدكم لنقل رسالة حضرة بهاء الله الموحِّدة من قلب إلى قلب.  وهكذا ظهرت جامعة واثقة بشكل لافت في مهمتها الرّامية إلى المساهمة في إصلاح المجتمع من خلال تطبيق المبادئ الرّوحانيّة.  فاليوم، تتكشّف في عدد لا يُحصى من القرى والأحياء في شتى أنحاء بلدكم المترامي الأطراف مساع في غاية الأهميّة الرّوحانيّة والاجتماعيّة.  فالأحبّاء يفتحون منازلهم للعبادة الجماعيّة؛  وينخرطون مع الجميع في أحاديث تسمو بالأرواح، وتُنير العقول وتؤلّف القلوب؛  ويضحون من أجل توفير التّربية الرّوحانيّة والماديّة للصّغار والكبار على حدّ سواء؛  كما أنّهم يتعلّمون تطبيق البصائر الرّوحانيّة جنبًا إلى جنب مع المعرفة العلميّة لتعزيز الرّفاه الاجتماعيّ؛  ويجدون طرقًا للمشاركة بمواردهم في أعمال المُساعدة الإنسانيّة.  إنّهم يكرّسون طاقاتهم لبناء جامعات تغدو يومًا بعد يوم تعبيرات صادقة عن محبة الله ووحدة البشر.  فبهذه الطّرق، وكثير غيرها، يقومون بتوجيه روح العبادة والخدمة المتجسّدة في مشرق الأذكار ويضعون الأُسس الَّتي سيُشيّد عليها، عندما يحين الوقت المُناسب، المزيد من مشارق الأذكار في بلدات وقرى بلدهم.

اجعلوا هذا الصّرح، أوّل مشرق أذكار خاصّ بكم، منارة للنّور.  عسى أن تُردّد جدرانه صدى ألحان الكلمات الإلهيّة؛  وعسى أن يكون مصدر إلهام لأعمال نابعة من الإيمان الصّادق؛  عسى أن يوفّر السّلام والاطمئنان لكلّ نفس تدخل في رحابه. وعسى أن يُشعّ بنور السّعادة العموميّة في أرجاء مدينة كينشاسا بأكملها ودولة جمهورية الكونغو الدّيمقراطيّة بأسرها.

[التّوقيع:  بيت العدل لأعظم]