[ترجمة]
26 آذار/ مارس 2009
إلى الأحبّاء المُمتحنين في موطن جمال القِدَم
الأحبّاء الأعزّاء،
وصل إلى علمنا أنّ بعض المسؤولين قد طلبوا من عدد من أعضاء الجامعة البهائيّة التّوقيع على وثيقة يتعهّدون فيها بعدم القيام بأيّ نشاط بهائيّ فرديًّا كان أم جماعيًّا، حتّى لو طُلب منهم ذلك. وإذا تأكّدت صحّة ذلك الخبر فإنّه يُظهر بوضوح نيّة جهات مسؤولة معيّنة، على أثر إيقاف "الياران" و"الخادمين"، في ممارسة ضغوط كهذه لمنعكم من الانخراط في نشاطات الحياة البهائيّة والتّعبير عن عقائدكم. وخلافًا لتعاليم كافّة الأديان الإلهيّة ومعايير حقوق الإنسان سيسعون إلى حرمان مجموعة من مواطني بلدهم من حريّة الفكر الضّمير.
إنّ قبول تعاليم حضرة بهاء الله يقتضي من الفرد التّعهّد بالسّعي من أجل نموّه وتطوّره الرّوحانيّ، والمشاركة في بناء جامعة تنبض بالحياة والنّشاط، والمساهمة في الخير العام. ومن الأعمال الجماعيّة للجامعة البهائيّة إدارة الشّؤون المتعلّقة بالأحوال الشّخصيّة، وعقد الضّيافات التّسع عشريّة والاجتماعات البهائيّة الأخرى، وتعليم وتربية الأطفال والشّباب النّاشئ والشّباب والبالغين في المجالات الرّوحانيّة والعلميّة والفنّيّة والاجتماعيّة، وإيجاد محيط لأفراد الجامعة يشجّع ويُعزّز الدّعم المتبادل في القيام بمثل هذه النّشاطات وخدمة المجتمع ككلّ. إنّ حرّية كسب المعرفة في الآداب والعلوم، والعمل وفق العقائد الشّخصيّة ضمن إطار إطاعة القوانين المدنيّة، ومراعاة الحكمة، واحترام الأوضاع الاجتماعيّة السّائدة هي من الحقوق المسلّم بها لكلّ إنسان. وكلّ عمل يحدّ من هذه الحريّة لا يمثّل خرقًا فاضحًا للحقوق الأساسيّة للإنسان وجميع المواثيق الدّوليّة الّتي تعرّف هذه الحقوق وتدعمها فحسب، بل للمعايير الإسلاميّة للعدالة أيضًا. وفي ضوء مثل هذه المبادئ، فإنّ مطالبة الأفراد بالتّوقيع على وثيقة تشير إلى امتناعهم عن ممارسة نشاطات أساسيّة لدينهم تشكّل هتكًا واضحًا لحُرمة حريّة الفكر والضّمير.
إنّ استقامة وثبات رافعي نداء المحبّة وسالكي سبيل الوحدة يستدعيان الثّناء والتّقدير الفائقيْن من قِبَل هذا الجمع المشغول بالدّعاء في العتبات المقدّسة، من أجل أولئك المظلومين.
[التّوقيع: بيت العدل الأعظم]