٢٦ تشرين الثّاني/نوفمبر ٢٠١٨

[ترجمة]

 

26 نوفمبر/تشرين الثّاني 2018

إلى البهائيّين في العالم

أحبّتنا الأعزّاء

في هذه البرهة الفاصلة بين يوم الميثاق ويوم إحياء مناسبة صعود حضرة عبد البهاء يخفق قلبُ كلِّ مؤمنٍ بذكرى مَن هو:  سرُّ الله الأقوم القويم، مركزُ عهد حضرة بهاء الله وميثاقه المحكم المتين، مصدر وحدة الجنس البشريّ، المثل الأعلى لكافّة القيم البهائيّة السّاميّة، غصن الله الأعظم الّذي يمكن للنّاس أن يستظلّوا في ظلّه أجمعين.  فلتمنحكم محبّتُه المطلقة وألطافه السّابغة أكيد الطّمأنينة ومزيد التّأييد بينما تسعون جاهدين للوفاء بعهد الثّقة الّتي أفاض بها عليكم في ألواح وصاياه وخطّته الإلهيّة.  في جنح اللّيل وفي تلك الغرفة المقدّسة بمنزله حيث فارق هذه الحياة لينعم بوصال مولاه المحبوب سوف نقدّم الشّهادة على إخلاصكم في استجابة ندائه ووفائكم المتمثّل في جهودكم الدّؤوبة من أجل توفير ملاذٍ للبشريّة في هذه اللّحظات المترعة بالظّلم والأسى.

سنواتٌ قلائل لا تتعدّى الثّلاث تفصلنا عن حلول الذّكرى المئويّة لرحيل حضرة المولى حيث سيجتمع البهائيّون في شتّى أنحاء العالم ليستذكروا المسافة الّتي تمّ اجتيازها عبر القرن الأوّل من عصر التّكوين.  عسى أن يجسّد عشّاقه، أفرادًا وجماعاتٍ، وعلى نحوٍ متزايد، نصائحه ووصاياه شيئًا فشيئًا ويومًا بعد يوم:  أن يكونوا متّحدين في أمره؛ ثابتين على عهده وميثاقه؛ أن يجتنبوا الافتراء ولا يتفوهوا أبدًا بسوء عن أحد؛ أن لا يروا غريبًا بل يعتبروا الجميع أعضاء أسرةٍ واحدة؛ أن ينحوا جانبًا النّظريات المتنابذة ووجهات النّظر المتضاربة ويسعوا لتحقيق غايةٍ واحدةٍ وهدفٍ مشترك؛ أن يتأكّدوا بأنّ محبّة حضرة بهاء الله قد تمكّنت من أعضائهم وأجزائهم وجوارحهم كلها بحيث لا تدع مجالًا للتّأثر بمغريات العالم البشريّ ومؤثّراته؛ أن يقوموا على تبليغ الأمر بقلوبهم وأرواحهم متفقين كتلةً واحدة؛ أن يسيروا متكاتفين صفوفًا متراصّة يدعم بعضهم بعضًا؛ أن يتزيّنوا بحسن الخلق والمثابرة والقوّة والعزيمة؛ أن يُثمِّنوا قيمة هذا الدّين العظيم ويتّبعوا تعاليمه ويسلكوا على صراطه المستقيم ويدلّوا النّاس على هذا النّهج القويم.

دعاؤنا لكلّ واحدٍ منكم هو أن تتوفّقوا في تحقيق غاية آمال حضرة المولى.

[التّوقيع:  بيت العدل الأعظم]