[ترجمة]

5 آذار/مارس 2009

إلى الأحبّاء في مهد أمر الله،

الأحبّاء الأعزّاء،

في الأسابيع الأخيرة، تركّزت أنظار العالم بأشدّ ممّا مضى على موجة الاضطهاد الّتي تجتاح أتباع حضرة بهاء الله في إيران.  إنّ التّهم الباطلة الموجّهة ضدّ أعضاء "الياران" السّبعة، والمعاملة الظّالمة الّتي يتعرّض لها سجناء بهائيّون آخرون أبرياء، والقمع المستمرّ الّذي تتعرّض له جامعة الاسم الأعظم لهي موضوع بحث ونقاش عام يدور في العالم على نحو متزايد.  إنّ ما أظهرتموه من ثبات واستقامة، وما عرضتموه من تركيز استثنائيّ في تسيير شؤون حياتكم اليوميّة، وما اضطلعتم به من مسؤوليّة في القيام بواجباتكم الرّوحانيّة وخدمة وطنكم، بالإضافة إلى ما أبديتموه من عزّة ووقار وعكستموه من روح الاستقامة والتّكيّف البنّاء مع مواجهة صعاب ومشقّات لا تُحصى، قد كسبتم بها جميعًا إعجابًا واسع النّطاق.

لقد أعلن المدّعي العام الإيرانيّ مؤخّرًا عدم شرعيّة وجود "الياران" و"الخادمين".  إنّ هذا الإعلان مثير للدّهشة والعجب، فعلى مدار العشرين عامًا الماضية كانت مؤسّسات حكوميّة مختلفة على اتّصال دائم معهم وعلى علم بنشاطاتهم.  ومن غياهب السّجن، أوضح "الياران" وجهة نظرهم بأنّه إذا لم تَعُد حقًّا التّرتيبات الحالية لإدارة شؤون الجامعة البهائيّة مقبولة لدى الحكومة، فإنّ إيقاف عملهم لن يُشكّل عائقًا رئيسيًّا أمامهم.  وما هذا إلّا شاهدًا آخر على حسن النّيّة الّتي أبداها البهائيّون، كما فعلوا حتّى الآن، تجاه حكومة جمهوريّة إيران الإسلاميّة.   

إنّنا نجد أنّ القرار الصّادر عن "الياران" حكيم ومناسب في ظلّ الظّروف الرّاهنة، ونظرًا لسجنهم، وهم أمناء الله الّذين خدموا إخوانهم وأخواتهم الرّوحانيّين في وطنهم بكلّ كفاءة ودراية، فإنّ تنفيذ هذا القرار يُعهد إلى "الخادمين" في جميع أنحاء إيران.  فهذه النّفوس العزيزة كانت بدورها مثالًا يُحتذى في التّضحية ونكران الذّات في طريق خدمة أمر الله.  ومدركين جيّدًا مدى مهارتهم وحسن تدبيرهم، فإنّنا مطمئنّون بأنّهم سيوقفون أعمالهم بطريقة مناسبة مراعين جميع الاعتبارات اللّازمة.  إنّنا على ثقة بإنّ توقّف العمل الجماعيّ للياران والخادمين لن يكون مصدر قلق للجامعة البهائيّة المظلومة في إيران.  أنتم، يا أحباء مهد أمر الله الأعزاء الممتحنين، وفوارس ميدان الخدمة والوفاء البواسل، تستطيعون بالاتّحاد والاتّفاق وبالتّعاون والتّعاضد وطبعًا بمدد من التّأييدات الإلهيّة، أن تجدوا طرقًا مناسبة في إدارة شؤونكم الرّوحانيّة والاجتماعيّة والانخراط في خدمة بلدكم ومواطنيه.  إنّ السّجل المشرق لجامعتكم على مدار مائة وخمسة وستّين عامًا تعزّز هذه القناعة.   

إنّ المحافل الرّوحانيّة المركزيّة المنتشرة في العالم، بالتّعاون مع وكالات الأمم المتّحدة، وناشطين في مجال حقوق الإنسان، ومفكّرين تقدّميّين في كلّ مكان، تسعى بقوّة متجدّدة للدّفاع عن الحقوق الّتي حُرمتم منها مدّة طويلة.  فالجامعة البهائيّة العالميّة قد وجّهت رسالة مفتوحة إلى المدّعي العام في 4 آذار/مارس 2009، تحدّد فيها نقاطًا أساسيّة ردًّا على إعلانه.  وإخوانكم المؤمنين في جميع أنحاء العالم يتذكّرونكم في دعائهم خلال أيّام الصّيام المباركة هذه.  وبينما هم مدركون للقوى الرّوحانيّة المنبعثة من شجاعتكم وتضحياتكم، فإنّهم لا يألون جهدًا في السّعي لتقدّم أمر الله وتعزيز تقدّم الجنس البشريّ ورخائه.  ونحن بدورنا مشغولون بالدّعاء والمناجاة في المقامات المقدّسة بكمال التّضرّع والابتهال، ملتمسين من الجمال الأقدس الأبهى أن يهب العلماء والأمراء العدل والانصاف، وأن يسرّع مجيء اليوم الّذي تتحرّرون فيه أيّها الأعزّاء من قيد التّعصّبات الواهية والظّلم والاضطهاد الّذي طال أمده.

[التّوقيع:  بيت العدل الأعظم]